جولة في منطقة البستكية .. دعوة لاكتشاف تراث دبي

جولة في منطقة البستكية .. دعوة لاكتشاف تراث دبي

ابحث هنا

تحمل منطقة الفهيدي التاريخية، المعروفة باسم البستكية ، ذكريات حقبة ما قبل تأسيس اتحاد الإمارات، وتعد أحد المناطق التراثية الرائعة التي ستأخذك في بضع دقائق في رحلة إلى الماضي القديم، ما بين الشوارع التاريخية والمباني التقليدية والأجواء العربية الأصيلة، حتى أنك ستشعر خلال الزيارة بأنك في جولة بمتحف مفتوح في الهواء الطلق أو قد تشعر بأنك عدت إلى العصور السابقة في ضون بضع دقائق، فإن كنت تبحث عن خوض تلك التجربة، لابد وأن تضع تلك المنطقة الرائعة على قائمتك للزيارة للتعرف أكثر على مدينة دبي وروعة ماضيها الذي يمتزج بشكل رائع وفريد مع حاضرها ومستقبلها في مشهد جميل.

البستكية

تشتهر دبي بالبريق والسحر الذي لا يقارن، ولكنك إن كنت من محبي اكتشاف الماضي في أبهى صوره، وتبحث في التعرف على تراث وأنماط الحياة التي كانت سائدة في تلك المدينة الرائعة قبل ازدهار السياحة وقبل اكتشاف النفط وقبل اتحاد القبائل الإماراتية في عام 1971، يمكنك عزيزي الزائر القيام برحلة إلى منطقة الفهيدي التاريخية ، المعروفة باسم البستكية ، والتي تحمل إلى يومنا هذا الكثير من الذكريات عن ملامح العمارة الإماراتية القديمة، وطبيعة الحياة البسيطة في منتصف القرن الـ19 وحتى سبعينات القرن الـ20.

كانت الإمارات العربية المتحدة معروفة بالآلئ وكانت تستخدم كمحطة توقف على طول طرق التجارة الخارجية ، بما في ذلك طريق الحرير إلى الصين، والطرق الأفريقية البرتغالية، وطريق التوابل البريطاني إلى الهند.

وكانت دبي في تلك الفترة مدينة هادئة ذات ميناء بحري كبير، مع نمط حياة بسيط نشأ على الخور (خور دبي) ، المنطقة التي نسميها المدينة القديمة، أو دبي القديمة ، والتي حولت نفسها إلى ما هي عليه اليوم في غضون بضعة عقود، لتصبح اليوم وجهة سياحية مفعمة بالحيوية.

وبالفعل لن تكتمل رحلتك إلى دبي إلا باستكشاف حي البستكية ، أقدم منطقة سكنية دائمة في دبي، والتي تأسست لأول مرة في نهاية القرن التاسع عشر من قبل تجار المنسوجات واللؤلؤ، والتي باتت اليوم متاهة من عجائب العالم القديم.

ولعلك ستستمتع كثيرا بروعة هذا الحي التاريخي المذهل الذي يستقبلك في ترحاب ويدعوك لنزهة سيرا على الأقدام على مهل عبر الأزقة الضيقة والمتعرجة، لترى مبانًا رائعة مشيدة بمواد البناء التقليدية بما في ذلك، الطين والجبس وخشب النخيل والساج، كما سيلفت انتباهك طريقة بناء تلك المباني القديمة المزودة بما يسمى  البراجيل أو أبراج الرياح التي كانت تعد بمثابة مكيف الهواء التقليدي في الشرق الأوسط في ذلك الوقت للتغلب على ارتفاد درجات الحرارة. وستؤدي معظم الأبواب الخشبية التي سوف تتعثر فيها إلى الفنادق والمقاهي وصالات العرض ، فاستمر في استكشاف المدينة القديمة.

وإن كنت تريد خلال تلك الجولة الاستراحة قليلا والاستمتاع بكوب من الشاي العربي التقليدي مع تشكيلة واسعة من السندوتشات والسلطات الإماراتية والشرق أوسطية، توقف عند مطعم بيت الشاي العربي  الذي يقع في منطقة الفهيدي ليقدم للزائرين فرص الاستمتاع بالأجواء العربية الأصيلة خلال تناول الإفطار أو المرطبات.

كما تشمل القائمة المقدمة في هذا المعطم، عصير الليمون الطازج وعصير النعناع (مفضّل في دبي) وكعكة التمر. أو يمكنك الاختيار بين وجبة خفيفة غربية أو عربية مع اختيار نوع من 150 نوعًا مختلفًا من الشاي.

فضلا عن ذلك، يمكنك اكتشاف الجانب الفني من البستكية ، عبر زيارة معرض إكس في إيه الفني، والذي يمثل أحد أبرز المعارض في الشرق الأوسط ، مع ما يقدمه من أعمال فنية معاصرة أنشأها الفنانين العرب، والتي تستحق المشاهدة بالفعل، أضف إلى ذلك إلى أن المعرض يشتمل على فندق “إكس في إيه آرت” والذي يضم أيضا ساحات عرض إضافية لعشاق الفن.

أثناء وجودك في البستكية، قد يحالفك الحظ بزيارة معرض سكة الفني، الذي يقام أيضا في منطقة الفهيدي خلال أسبوع الفن السنوي في دبي، وذلك في شهر مارس من كل عام، حيث ستستمتع بالكثير من ورش العمل والمحادثات بالإضافة إلى مجموعة من المعارض الفنية والعروض الفنية التي تم إنشاؤها بواسطة الفنانين الموهوبين في الإمارات (من السكان المحليين والمقيمين على حد سواء).

بعد ذلك ، توجه إلى مركز الشيخ محمد للتفاهم الثقافي، والذي يقع أيضا في منطقة الفهيدي التاريخية بأحد المنازل الإماراتية التقليدية القديمة والمزودة بأبراج الرياح، حيث يستضيف هذا المركز البرامج والجولات والأحداث التي تعزز الوعي الثقافي والتاريخي تحت شعار سياسة “الباب المفتوح والعقل المفتوح” حيث يتم تشجيع جميع الضيوف على طرح الأسئلة الثقافية والتراثية الخاصة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وبالقعل يعد هذا المركز هو أفضل مكان في المدينة للتعرف على التراث والتقاليد.

كما يقدم المركز أيضا فضلا عن ذلك الوجبات الإماراتية والبدوية التقليدية محلية الصنع على مدار اليوم.

وإن كان هناك مكانا رائعا يستحق الزيارة في حي البستيكة في دبي، سيكون قلعة الفهيدي الواقعة في الجهة الجنوبيّة من خور دبي، والتي لابد وأن تكون على قائمتك للزيارة خلال رحلتك بتلك المدينة الجميلة، فقد تم بناء هذا المبنى في أواخر القرن الثامن عشر وهو أقدم مبنى قائم في دبي، وهو مصنوعا أصلاً من الشعاب والأصداف التي تم ترصيعها مع الجير.

على مر القرون، استُخدم الحصن كمركز للدفاع، بالإضافة إلى مكتب وسكن لحاكم دبي، وفي عام 1971 تم تحويل الحصن إلى متحف دبي، ليقدم نموذج متكاملا للحياة التراثية في المدينة في عالم العصور القديمة، مع مجموعة متنوعة من الأسلحة التقليدية ، والمصنوعات اليدوية القديمة من دولة الإمارات العربية المتحدة ، وكذلك أفريقيا وآسيا ، جنبا إلى جنب مع المعارض التي تقدم للزائر لمحة عن قرب عن أسلوب الحياة في العالم القديم بالمدينة مع المساجد والأسواق التراثية ومزارع البلح والحياة الصحراوية ، ذلك فضلا عن معارض تكشف تاريخ استخراج اللؤلؤ في المدينة وتاريخ الزراعة.

البستكية

وفي نهاية رحلتك لا يفوتك عزيزي الزائر وأنت تتجول بين الأزقة القديمة والمباني التراثية الرائعة التي لا تقارن، أن توفر بعض الوقت لتناول العشاء العربي التقليدي بمطعم ليالي البستكية الذي يوفر أفضل الأجواء العربية الأصيلة مع تشكيلة واسعة من الأطباق والمأكولات المحلية والشرق أوسطية والتي عادة ما تحظى بشعبية كبيرة بين السائحين في المدينة.

ولابد أن تعلم أن خور دبي مليء بالعجائب الثقافية التي تستحق المشاهدة، فبعد استكشاف منطقة الفهيدي التاريخية تحقق من الشندغة ومتاحفها والمسجد الكبير والأسواق القديمة الصاخبة لتكتمل رحلتك الجميلة بأجمل الذكريات السياحية التي لاتنسى.